“And your Lord has decreed that you worship none but Him. And that you be dutiful to your parents. If one of them or both of them attain old age in your life, say not to them a word of disrespect, nor shout at them but address them in terms of honour.” (Quran 17:23)
No word of disrespect should be uttered toward a parent, nor even a look of resentment or contempt. Honouring parents can be considered a form of worship if the intention is to please Almighty God by respecting His commands.
Allah remind us that parents are deserving of kindness because they raised their children with gentleness and often made great sacrifices for their wellbeing. His use of the word wing invokes the image of a mother bird tenderly shielding her young and calls to mind the gentleness that parents have for their children.
“And lower unto them the wing of submission and humility through mercy, and say: ‘My Lord! Bestow on them Your Mercy as they did bring me up when I was small.’” (Quran 17:24)
The love and mercy that emanates from the Most Merciful God is manifest in the kind treatment existing between parents and their children. God clearly prohibits the bad treatment of parents, and in another verse of the Quran He enjoins on us the need to show gratitude to Him, our Creator, as well as our parents. Again, God clearly links the rights owed to Him to the rights owed to parents.
“And We have enjoined on man (to be dutiful and good) to his parents. His mother bore him in weakness and hardship upon weakness and hardship, and his weaning is in two years give thanks to Me and to your parents, unto Me is the final destination.” (Quran 31:14)
فضائل بر الوالدين
Imam abu abdallah
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أنْ لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه صلَّى الله عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ الدين، أمَّا بعد:
عباد الله، إن بر الوالدين من أفضل القربات، واجل الطاعات، وهو أعظم حق على العباد بعد حق الله عليهم، وقد جاءت النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ترغب في بر الوالدين، وتبين فضل هذا البر في الدنيا والآخرة، فمن فضائل برهما: أن الله جل وعلا قرنا حقهما بحقه، فما أمر بتوحيده إلا أمر بحق الوالدين، وهذا شأن عظيم يقول جل وعلا: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، وقال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) أي: أمر بعبادته أمر بالإحسان إلى الوالدين، وقال جل وعلا: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)، ومن فضائل بر الوالدين أن برهما جهاد في سبيل الله يعدل الجهاد في سبيل الله مع عظم أجر المجاهدين وثوابهم، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ:"أَحَىٌّ وَالِدَاكَ"، قَالَ نَعَمْ . قَالَ: "ارجع فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ"، ومن فضائل برهما أن برهما من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله،ومن الأعمال المقربة لجنة الله وثوابه، قال عبدالله بن مسعود سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أَي الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: "الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا". قُلْتُ ثُمَّ أَي قَالَ: "بِرُّ الْوَالِدَيْنِ"، قُلْتُ ثُمَّ أَي قَالَ: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي، وفي لفظ: أي الأعمال أقضي الجنَّة، ومن فضائل بر الوالدين أن برهما سبب لرضا الله عن الوالد، يقول صلى الله عليه وسلم: "رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ"، ومن فضائل برهما: أن برهما سبب لدخول الجنَّة، يقول صلى الله عليه وسلم: "الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ فحْفَظْ هذا الباب، وَإِنْ شِئْتَ فَضَيِّعْهُ"، وفي لفظ أنه صلى الله عليه وسلم أستأذنه للجهاد، فَقَالَ: "ألَكَ أُمٍّ"، قَالَ نَعَمْ، فَقَالَ: "الْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ عِنْدَ رِجْلِهَا"، ومن فضائل برهما أيضا يا أيها المسلم: أن البار بهما يرجى دعوته وأن دعوته مستجابة بتوفيق الله، ينجيه الله من الكربات، ويخلصه من الشدائد، ففي قصة أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة فلم يستطيعوا أن يخرجوا ولا أحد يسمعهم ولا أحد يبصر بهم، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فقالوا: إنه لن ينجينا اليوم من هذه المهلك إلا أن نتوسل إلى الله بصالح أعمالنا، فقال أحدهم: "اللهم كَانَ لِى أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ لاَ أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلاَ مَالاً، فَنَأَى بِي طَلَبِ شَىْءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ غَبُوقَهُمَا وَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَصِبْيَتِى يَتَضَاغَوْنَ تحت قدمي، حَتَّى بَرَقَ الْفَجْر، فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا"، المهم أن هذا الدعاء استجيب لأن البر سبب لاستجابة الدعاء فحرص على ذلك أخي المسلم، ومن فضائل برهما: أن تبرك بهما ولو كانا كافرين غير مسلمين فكيف بالمسلمين المصلين الصائمين، يقول الله جل وعلا: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا)، وقال: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً)، ومن فضائلهما: أن البر بالخالة كالبر بالأم، قال رجل يا رسول الله أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فقَالَ: "ألَكَ أُمٍّ"، قَالَ لاَ،قَالَ: "ألَكَ خَالَةٍ"،قَالَ نَعَمْ. قَالَ: "فَبِرَّهَا فالْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ".
أيها المسلم، وللبر صور عظيمة، فالبر هو الإحسان وبذل المعروف بالقول والفعل والمال، فالقول تخاطبهما بأحسن الأقوال، قال الله جل وعلا: (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) سهلا لينا يشاف منه الرحمة والشفقة والمحبة والإحسان، وتخدمهما بنفسك إن قدرت على ما تستطيع فهو شرف لك وعز لك، وتنفق عليهما من مالك إن احتاجا فذلك واجب عليك لأن ذلك من أنواع الإحسان، ومن صور الإحسان إليهما: أن لا تكون سببا في سبهما وشتمهما يقول صلى الله عليه وسلم: "أكبر الكبائر شتم الرجل أبويه"، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "يشتم أبا الرجل فيشتم أباه، ويشتم أمه فيشتم أمَّه"، وفي لفظ: "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ"، قالوا: يا رسول الله وهل يلعن الرجل والديه؟ قال: "نعم، يَلْعَنُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَلْعَنُ أَبَاهُ وَيَلْعَنُ أُمَّهُ فَيَلْعَنُ أُمَّهُ"، فمن عباد الله من ذا حماقة وقلة حياء وسوء أخلاق، يلعن أبا الناس وأمهاتهم، وما علاقة بك بأمهاتهم؟ يعود هذا اللعن إلى أبويك، يلعنان أبويك ويسبان أبويك فيعود اللعن على الأبوين، فاتقي الله في ذلك، وعف لسانك عن هذا العمل السيئ، ومن صور بر الوالدين: أن تبر صديقهما وتكرم أهل مودتهما بعد موتهما، قال عبدالله بن دينار كنا مع ابن عمر في الحج فأتاه أعرابي فعرفه ابن عمر فأعطاه حماراً يركب عليه عند الراحلة وعمامة كان يشد به رأسه فقالوا: يا أبا عبدالرحمن، إنهم الأعراب فيهم اليسير، قال: إن أبا هذا كان وداً لعمر وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أبر البر، أن يبر الرجل أهل ود أبيه بعد موته"، ومن صور البر بهما: أن تذكر فضائلهما وأعمالهما الصالحة قال أبو مهران مولى أم سلمة خرجت مع أبي هريرة لأرضه في البقيع فلما أقبل على أمه نادى بأعلى صوته: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، رحمك الله كما ربيتني صغرا، فأجابته: وعليك السلام ورحمة الله رحمك الله كما بررتني كبيرا، هكذا الخلق الطيب أن لا ننسى فضلهما، ومن صور برهما: دعوتهما إلى الخير وأمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر برفق ولين ورحمة وإحسان وشفقة عليهما، وذكر موقف إبراهيم من أبيه خليل الرحمن كما قال الله: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً* إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً* يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً* يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً* يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً)، هكذا الرفق واللين وحسن الدعوة لعلى الله أن ينقذ والديك، قد ترى من أبيك سوء الأخلاق وارتكاب بعض المحرمات فلا يمنعك ذلك أن تبر به وتحسن إليه وتصبر على ذلك مع أمره وتوجيهه ودعوته إلى الخير لعلى الله أن ينقذه على يدك فهذا من صور البر والإحسان.
أيها المسلم، وحقوق الأب عليك بعد الموت أمور جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: هل بقي من بر الأبوين شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: "نَعَمِ الصَّلاَةُ عَلَيْهِمَا أي: الدعاء لهما، وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِى لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا"، فدعاءك لأبويك أمر مطلوب منك قال الله عن نوح عليه السلام: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)، دعاءك لهما بر بهما، يقول صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"، قال الله: (وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)، وجاء في الحديث: "إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ الرجل في الجنة منزلته فَيَقُولُ: أَنَّى لِى هَذِا، فَيَقُولُ: بِدُعَاءِ وَلَدِكَ لَكَ"، ومن حقهما عليك أن تقضي دينهما بعد موتهما إن كنت قادرا على ذلك، فنفس المؤمن معلقة بدينه، فقضي دينه إن كنت قادرا على قضائه فإذا هذا من برهما والإحسان إليهما، مقابلة معرفوهما بالمعروف يقول صلى الله عليه وسلم لما جاءت امرأته تستأذن في الحج لأبيها قال: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَتهُ؟ اقضوا الله فَاللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى"، فقضي دين أبيك إن كنت قادرا، أقضي دينه سواء كان للآدميين، وقضي دينه إن كان لله ككفارة لو كان عليه صيام قتل خطأ صم عنه، لو كان صياما من رمضان صم عنه، من مات وعليه صوم صام عنه وليه فإذا كان صوم نذر أو كفارة قتل خطأ أو غير ذلك فصم عنه وتقرب إلى الله بذلك فهذا من بره، أحسن إلى أولاده الصغار بعد موته أقسم تركته على الوجه المطلوب، خلص التركة من التبعات أرحه في لحده بأن تسعى في إصلاح إخوانك وجمع الكلمة ووحدة الصف، وإزالة العداوة والمحن وإعطاء كل ذي حق حقه فذلك من برهما.
أيها المسلم، إن البر عمل صالح وخلق كريم، ذكر الله عن أنبيائه عليهم السلام، فالله يقول عن عيسى: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً)، فدل على أن البر طاعة وعمل صالح، وقال عن زكريا: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً)، وأنظر إلى نبي الله إسماعيل مع نبي الله إبراهيم: (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا) أي: إبراهيم وإسماعيل لقضاء الله، (وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ*) ليذبحه، جاء الفرج من رب العالمين، (وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ)، وأخبر عمر رضي الله عنه لما جاء وفد من اليمن الذين قدموا المدينة للجهاد قال: أفيكم أويس بن عامر من قرن، قالوا: نعم، قال: أنت أويس بن عامر من مراد من قرن، قال: نعم، قال: أكان لك برص فشفيت إلا موضع درهمك، قال: نعم، قال: أكان لك أمك أنت بار بها؟ قال: نعم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ كَانَ فيه بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، وكان بارا بأمه فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فليستغفر لك"، فقال عمر: اسْتَغْفِرْ لِي. فَاسْتَغْفَرَ لعمر، فَقَالَ عُمَرُ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ الْكُوفَةَ. قَالَ: أَلاَ أَكْتُبُ لعَامِلِهَا قَال: لا دعني أَكُونُ فِى غَبْرَاءِ النَّاسِ فذلك أَحَبُّ إِلَىَّ. فَلَمَّا مضى عام قدم إلى الحَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ العراق، فقال عمر: أتفيق أُوَيْسٍ من قرن، قال: نعم: قال: تعرفه، قال: نعم، قَالَ: تَرَكْتُهُ رَثَّ الْمَتَاعِ فقال عمر: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَسأله، فسأله عمر: أن يستغفر ذلك الرجل فغفر له، فلما علم به الناس انطلق على وجهه فلم يعلم رحمه الله وعفا عنه، إذا البر بالوالدين من الأعمال الصالحة من فضائل الأعمال البر يدل على قوة الإيمان والمروءة والديانة والتقوى، والعقوق دليل على الشقاء وقسوة القلب نسأل الله العافية وقلة المروءة وضعف والوفاء.
عباد الله، إذا علمنا أن بر الوالدين من الأعمال الخيرة والأعمال الطيبة فلنتقي الله في أنفسنا، ولنتأدب في أقولنا معهما فالله يقول: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ)، فنهى عن الأف أقل الكلام قال بعض السلف: لو علم الله شيئا أقل من أف لنهى عنه، إذا كان الأف منهي عنه فكيف بمن يغرض القول؟ فكيف بمن يسب ويشتم ويلعن الأب والأم ويسبهما ويخاطبهما بكل وقاحة وسوء أخلاق، كيف حال من ينهرهما؟ كيف حال من يضربهما؟ نسأل الله العافية، ويهينهما ويذلهما، إنه نقص عظيم وبلاء عظيم ومصيبة كبرى، فلنربي الأبناء والبنات على البر والإحسان، ونذكرهم هذا الخلق العظيم والفضل الكبير ليكونوا على حق وبصيرة من أمرهم.
أيها المسلم، إن عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: "أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ"، قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ: "الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ"، وقال: "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْه"، وقال: "ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ الْعَاقُّ وَالِدَيْهِ، وَالدَّيُّوثُ، المسترجلة من النِّسَاءِ".
فيا أيها الشاب المسلم، ويا أيتها الفتات المسلمة لنتقي الله في أنفسنا، وفي آباءنا وأمهاتنا، نجلس معهما لنقوم واجبنا نحوهما، وعليك أيها الأب وعليك أيتها الأم أن تفعلي السبب أيضا فيما يعين أبنك على برك، ويعين الأبناء على بر أبيهم، فعلى الأب والأم أن يتخذوا الأسباب ما يكون سببا لبر أبائهما إذا رأوا إكراما من ابنك دعوا له واستغفروا له وشكروه وأثنوا عليه وقابلوه بالإحسان حتى تدوم الصلة وتقوي الروابط الخيرة.
أيها المسلم، احذر العقوق فإنه قسوة للقلب وشقاء في الدنيا والآخرة ومحق البركة والعمر والعمل والرزق، وإن البر سبب للخير والطمأنينة والسكينة والخير العظيم يقول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، ويُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَصِلْ ذا رَحِمَهُ" وأي رحم أعظم من الآباء والأمهات ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْبَغْىِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ"، وأي قطعة رحم أعظم من عقوق الآباء والأمهات.
فلنتقي الله يا أبناء المسلمين في آباءنا وأمهاتنا، كيف يرضى المسلم لأبويه أن يلقيهما ويضعهما في المستشفيات حتى يموتا، أو في دار العجزة والمسنين سئمتا منهما وما بدر منهما وكل هذا لا يجوز ألا تذكر أمك وبرها بك وإحسانها إليك؟ أيام الوحم والحمل والولادة والإرضاع والحضانة والقيام بالواجب، تنسى تلك الليالي الماضية والأيام الغابرة لو خيرت بين حياتها وحياتك لاختارت حياتك على حياتها وراحتك على راحتها، أكيف تعاملها بالإساءة وكف القول وغلظ القول والجفاء، إنه قسوة للقلب وشقاوة في الدنيا والآخرة، فنسأل الله السلامة والعافية